الصحافة

لماذا لا يتوقف الإسرائيليون عن قصف مركز البحوث في دمشق؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبيل أن يجف حبر البيان الختامي للـ«القمة العربية الإسلامية» التي اختتمت أعمالها يوم الاثنين الماضي بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي أكد من خلاله المجتمعون على إدانتهم للـ«الإنتهاكات الإسرائيلية في لبنان وسوريا وفلسطين وتونس»، كما عبروا عن تضامنهم مع قطر بوجه «العدوان الإسرائيلي الغادر على سيادتها» بعد تعرضها، يوم الثلاثاء 9 أيلول الجاري، لغارات اسرائيلية استهدفت اجتماعا لقادة حركة «حماس»، وفقا لما جاء في البيان الذي تلاه الناطق العسكري باسم «الجيش الإسرائيلي»، شن سلاح الجو الإسرائيلي، ليل الاثنين - الثلاثاء، غارات استهدف من خلالها مبنى «البحوث العلمية» الكائن بحي برزة في محيط دمشق، وهو الرابع من نوعه للمبنى، الذي عرف بتسميات عديدة مثل «المعهد 2000» و «المركز الميكانيكي»، بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث كان الاستهداف الأول في اليوم التالي لسقوط هذا الأخير، ثم في 2 نيسان و14 تموز الفائتين، والجدير ذكره في هذا السياق أن المعهد كان قد تعرض لسلسلة هجمات اسرائيلية بدءا من العام 2014، كما تعرض لهجوم أميركي فرنسي بريطاني العام 2018 فيما قيل إنه «جاء ردا على الهجوم الكيماوي الذي شنه نظام بشار الأسد على الغوطة بدمشق شهر آب من العام 2013»، ولعل البعد الزمني ما بين الحدثين، هجوم الغوطة الكيماوي والرد عليه، كفيل بدحض الرواية الغربية، ومعها دوافع الهجوم، فالثابت إن المركز كان منوطا به، منذ تأسيسه العام 1971، تطوير قدرات الجيش السوري السابق، حيث تشير تقارير غربية إلى إنه «نجح في تطوير أسلحة روسية قديمة مثل صواريخ سكود وبعض طائرات الميغ»، وزعمت تلك التقارير أن هذه المنشأة «بنت لها أفرعا متعددة في اللاذقية وحماة وحمص وحلب»، وإن بعض تلك الأفرع توجه «في وقت غير معلوم لانتاج غازات مثل السارين وغاز الأعصاب وغاز الخردل، بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية».

وفي الوقت الذي أشارت فيه مصادر عديدة إلى قيام سلاح الجو الإسرائيلي بشن «3 غارات على الأقل استهدفت مبنى البحوث العلمية محيط دمشق»، نأت الرواية الرسمية لحكومة دمشق بنفسها عن الحدث، وكان مصدر سوري رفيع قد أعلن للـ«التلفزيون العربي»، أمس الثلاثاء، إن «أصوات الانفجارات التي سمعت في محيط دمشق ليل أمس كانت ناجمة عن تدريبات عسكرية»، ولربما كانت مرامي السلطة المتوخاة من هذه الرواية الأخيرة تقف عند الرغبة في عدم التصعيد أولا، ثم نسف محاولات البعض، وجزء منهم من السلطة وجمهورها، الذين يعمدون إلى تصدير سؤال مفاده: ما الفائدة من «الاحتفال» بطي مرحلة الاستهداف الإسرائيلي للوجود الإيراني التي دامت نحو عقد دفعت البلاد فيه أثمانا باهظة، إذا ما كنا قد دخلنا مرحلة الاستهداف الإسرائيلي للوجود التركي التي لا نعرف، حتى الآن، كم ستطول، ثم ما هي أكلافها ؟ .

ذكر موقع «XMEDIA» أن مصادره الخاصة أفادت بأن»ضباطا أتراكا وجدوا مع قيادات مسلحة مصرية وليبية وسورية في المكان الذي استهدفته ضربة جوية اسرائيلية أمس في محيط دمشق»، أما وسائل الإعلام الإسرائيلية التي جاءت على ذكر الحدث فقد أكدت، وفقا لمصادرها كما ذكرت، أن «ضباطا أتراكا كانوا يديرون اجتماعا يحضره عسكريون مصريون وليبيون وسوريون»، وإن الهدف من ذلك الاجتماع هو «مناقشة إدخال أنظمة دفاع جوي، وكيفية إعادة تأهيل الأنظمة السورية لكي تصبح قادرة على إسقاط الطائرات الإسرائيلية»، ومن المؤكد هو ان كلتا الروايتين، اللتين أكدتهما مصادر محلية للـ«الديار» حين قالت «بوقوع هجوم على منطقة برزة بمحيط دمشق استهدف مركز البحوث العلمية الكائن فيها»، وأفادت تلك المصادر إن من المؤكد «وقوع العديد من الجرحى الذي أمكن الاستدلال عليه من خلال حركة سيارات الإسعاف الكثيفة»، من شأنهما أن تبرزا حال «التشاد» التركي الإسرائيلي الحاصل على امتداد الجغرافيا السورية، وتبرزان أيضا لحقيقة أن الوصول إلى تفاهمات بين الطرفين يبدو بعيدا، هذا إن لم يكن مستحيلا، قياسا إلى تضارب «المشروعين»، ففي الوقت الذي تسعى فيه أنقرة إلى تحشيد طاقاتها بوجه حالة التشظي التي يعيشها الكيان السوري راهنا، انطلاقا من رؤيتها القائلة إن انفراط «العقد» السوري سوف يشكل مدخلا أكيدا لانفراط نظيره التركي لاعتبارات عديدة، ترى تل أبيب إن انفراط ذلك «العقد» يشكل فعلا ضامنا، وذا طابع استراتيجي، لـ«أمنها القومي» المتضعضع منذ «طوفان الأقصى» برغم كل «النجاحات» التي تحققت على الساحات السورية واللبنانية والإيرانية في غضون العام الفائت.

ذكرت وكالة «رويترز»، نقلا عن مصدر سوري، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد قال لنظيره السوري عندما التقاه على هامش قمة الدوحة، يوم الاثنين الماضي، إن بلاده «تتابع الخطوات التي تجمع بين مختلف المكونات في سوريا»، وشدد على «أهمية وحدة الأراضي السورية»، في إشارة واضحة إلى ضرورة التعامل بحزم مع مشروع «الإدارة الذاتية»، الذي تصنفه أنقرة في إطار التهديد الذي يستهدف أمنها وجغرافيتها، وقبله بنحو أسبوع صرح مصدر عسكري تركي أن بلاده «على استعداد لدعم أي عمل عسكري فيما لو تعثر تطبيق اتفاق 10 آذار»، وهو الاتفاق الموقع في هذا التاريخ الأخير ما بين الرئيس أحمد الشرع وقائد «قوات سوريا الديموقراطية»، والقاضي بوجوب اندماج هذه الأخيرة داخل وزراة الدفاع السورية، والراجح هنا أن استهداف مركز «البحوث العلمية»، في توقيته، جاء كرد اسرائيلي سريع على مرميين، الأول لتذكير القيادة السورية بأن أنقرة «لا تستطيع أن تحمي»، والثاني لنظيرتها التركية بغية كبح جموحها الساعي لتسويق مفاهيم من نوع «نفاد الصبر التركي» حيال «التعنت القسدي» .

عبد المنعم علي عيسى-الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا