الصحافة

كلمة رئيس الجمهورية في الدوحة كشفت المستور وثبتت معادلة الوضوح

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بدت كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أمام القمة العربية الإسلامية في العاصمة القطرية الدوحة، أقرب إلى رسائل متسلسلة تحمل أبعادا سياسية وفكرية وأخلاقية في آن معا.

وفي هذا السياق قال مصدر سياسي لبناني رفيع لـ «الأنباء»: «الرسالة الأولى كانت أن لبنان لا يقف متضامنا مع قطر من موقع المجاملة، بل من موقع الشراكة في المصير، لأن أي اعتداء على دولة عربية هو اعتداء على الذات اللبنانية، وهي مقاربة تنقل الخطاب من دائرة الدعم الظرفي إلى دائرة الهوية المشتركة».

وأضاف المصدر: «الرسالة الثانية تمثلت في إبراز مكانة قطر في المعادلة الإقليمية والدولية، ليس فقط كدولة شقيقة، بل كحاضنة لقيم الحوار ووساطة الحلول. ومن هنا، فإن استهدافها لم يكن موجها إلى أفراد أو مواقع مادية، بل إلى فكرة التفاوض نفسها، وإلى القيم التي تقوم عليها الوساطة. هذا الربط العميق بين طبيعة الاعتداء ومعناه الرمزي شكل انقلابا في مقاربة الخطاب السياسي التقليدي، حيث يضع العدوان في خانة محاولة اغتيال الحوار بحد ذاته».

وتابع المصدر: «الرسالة الثالثة التي أطلقها عون تتعلق بفضح منطق الإرهاب. فالغاية لا تقف عند حدود الضحية المباشرة، بل تمتد إلى من يشهد أو ينجو، بهدف بث الخوف وشل الإرادة. بذلك، أشار إلى أن الاعتداء على قطر لم يكن إلا امتدادا لسياسة راسخة تقوم على إخضاع الشعوب عبر الإرهاب الممنهج، كما يحدث يوميا في غزة وسورية ولبنان. من هنا كان تصويبه على أن استهداف الدوحة شكل نموذجا أوضح لهذه السياسة».

وأوضح المصدر: «حملت الكلمة نقلة نوعية، إذ رفض عون الانغماس في قاموس الإدانة المكرر، معتبرا أن هذا النهج لم يعد يقنع الشعوب. وبدلا من ذلك، دعا إلى اختبار حقيقي على أبواب الجمعية العامة للأمم المتحدة: سؤال واحد يطرح على حكومة إسرائيل، هل تريد سلاما عادلا ودائما في المنطقة؟ إذا كان الجواب نعم، فالمبادرة العربية للسلام (قمة بيروت 2002) لاتزال الإطار الواقعي والجامع، وقد اكتسبت زخما دوليا جديدا ترجم في إعلان نيويورك الأخير. وإذا كان الجواب لا أو ظل مبهما، فلتكن لحظة مواجهة الحقيقة والاعتراف بفشل الرهانات على مسارات عقيمة».

وأشار المصدر إلى انه «بهذه المقاربة، أراد رئيس الجمهورية أن ينقل النقاش من دائرة العموميات إلى دائرة الاختبار الواضح. من التكرار العقيم إلى معادلة صريحة تقوم على نعم أو لا. وفي كلتا الحالتين، لا مزيد من الخداع».

الكلمة لم تكن فقط دفاعا عن قطر أو تعبيرا عن تضامن مع ضحية جديدة، انما يرى المصدر انها «كانت أقرب إلى كشف المستور في المعادلة الإقليمية وهو استهداف الحوار كقيمة، واستهداف الوساطة كدور، واستهداف السلام كأفق. وفي المقابل، تثبيت أن الرد لا يكون برفع الصوت ولا بتكرار الشعارات، بل ببناء استراتيجية تقوم على الحقيقة والوضوح والجرأة في طرح السؤال الصعب».

داود رمال - "الأنباء الكويتية"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا