الشرع يحقق مكاسب دبلوماسية لكنه يواجه تحديات داخلية
ذكرت وكالة "رويترز"، في تقرير موسّع، أن الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي تولى السلطة قبل تسعة أشهر، حقق تقدماً دبلوماسياً ملحوظاً على الساحة الدولية، غير أنه يواجه صعوبات متزايدة في الداخل مع استمرار الانقسامات بين المكونات السورية.
ووفقاً للتقرير، ترفض قوات كردية في شمال شرق البلاد الاندماج الكامل في الدولة، مطالبة بدستور جديد يعترف بحقوقها. أما في محافظة السويداء جنوب شرقي سوريا، فقد برزت أصوات داخل الطائفة الدرزية تنادي بالاستقلال بعد مواجهات عنيفة جرت في تموز/ يوليو الماضي.
كما نقلت "رويترز"، عن أحد زعماء الطائفة العلوية، قوله إن الأحداث الأخيرة في شمال غرب سوريا، وما تخللها من أعمال عنف، أثارت قلقاً واسعاً داخل الطائفة.
اتهامات متبادلة وتدخل إسرائيلي
بحسب التقرير، وجّه الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، اتهامات لقوات مدعومة من الحكومة بمحاولة استهداف الدروز، وعبّر عن امتنانه لإسرائيل على تدخلها العسكري في تموز/ يوليو. كما رفع متظاهرون في السويداء أعلام إسرائيل إلى جانب الراية الدرزية، فيما اتهمت السلطات السورية إسرائيل بمحاولة تأجيج الانقسامات.
وقالت "رويترز"، إن حكومة الشرع ترفض الفيدرالية أو التقسيم، مؤكدةً رغبتها في توحيد البلاد، ونقلت عن مسؤول سوري كبير، أن المصالحة في السويداء تتطلب عودة النازحين وتبادل الأسرى بين المجموعات المتنازعة. وأشارت الوكالة إلى أن السلطات السورية أعلنت في أيلول/ سبتمبر الحالي، اعتقال مسؤولين من وزارتي الداخلية والدفاع على خلفية الأحداث.
الأكراد وتركيا
وأوضحت "رويترز"، أن اتفاقاً تم التوصل إليه بوساطة أميركية في آذار/مارس الماضي، بشأن شمال شرق سوريا لم يكتمل تنفيذه، وسط اعتراضات كردية على أن الدستور المؤقت لا يحمي حقوقهم بما فيه الكفاية. وأضاف التقرير أن تركيا، التي تعد داعماً أساسياً لحكومة الشرع، تبدي تشدداً تجاه أي شكل من أشكال الحكم الذاتي الكردي، فيما حذّر الرئيس رجب طيب أردوغان، من تداعيات رفض الأكراد إلقاء السلاح.
وذكرت "رويترز"، أن الطائفة المسيحية لا تزال تشعر بقلق تجاه مستقبلها في ظل غياب ضمانات أكبر، مستشهدةً بتقارير من مناطق مثل وادي النصارى وحي الدويلة في دمشق، حيث شهدت هجمات مسلحة أثارت المخاوف بين السكان.
مكاسب خارجية
من جانب آخر، أشارت الوكالة إلى أن الشرع – الذي كان قيادياً سابقاً في تنظيم القاعدة – نال اعترافاً دولياً بارزاً خلال قمة الرياض في أيار/مايو الماضي، عندما اعترف به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما فتح الباب أمام رفع معظم العقوبات الأميركية. ومن المقرر أن يلقي الشرع خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، في أول حضور لزعيم سوري منذ ما يقرب من ستة عقود.
وأفادت بأن محللين مثل أندرو تابلر من معهد واشنطن، حذّروا من أن الشرع قد يخسر رصيده السياسي إذا لم ينجح في تحقيق تسويات مع المكونات السورية المختلفة، مضيفين "إما المصالحة أو أن تبقى السلطة محصورة في جزء من البلاد".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|