ناصر الدين وقع اتفاقية تعاون مع مؤسسة ميريو لتطوير السياسة الوطنية للمختبرات
قمّة الدوحة أمام القرار الصعب!
يشارك رئيس الجمهورية جوزاف عون للمرة الأولى منذ تسلّمه مهامه الرئاسية في قمة عربية وهي مشتركة عربية - إسلامية، ولو كانت طارئة واستثنائية مخصصة لبحث العدوان الإسرائيلي على قطر واتخاذ موقف موحّد منه، وسط معلومات عن رهان على قرار عربي عالي السقف يتمنى الكثيرون حصوله، لا سيما لجهة تخفيف أو وقف التعاون السياسي والدبلوماسي والاقتصادي - التجاري بين بعض الدول العربية وبين كيان الاحتلال، وهو سيكون لو تم اتخاذه، قرار الحد الأدنى المطلوب في ظل استباحة الكيان الإسرائيلي لسماء العرب وسيادتهم وكرامتهم من النيل الى الفرات وفق خريطة رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو لقيام «إسرائيل الكبرى».
مشاركة لبنان في قمة محورها عدوان إسرائيلي على دولة عربية وهو الذي يعاني من سنوات طويلة آلاف الاعتداءات الإسرائيلية، ستكون مناسبة لشرح مخاطر ما تقوم به إسرائيل ليس على أمن لبنان واستقراره فقط، بل على أمن واستقرار كل العرب، بعدما ظهر بشكل واضح التفلّت الإسرائيلي من أي مساءلة دولية أو قرار إجرائي بحقها يردعها عن مواصلة الاعتداءات على الدول العربية الصديقة والحليفة للغرب لا سيما للإدارة الأميركية، لكن يبدو ان الدعم الأميركي اللامحدود لكل عدوان إسرائيلي سيبقى مستمراً، ما يعني تراجع مصداقية الإدارة الأميركية تجاه حلفائها، بإعتبار ان إسرائيل هي الحليف الوحيد الفعلي للولايات المتحدة الأميركية، والعلاقات مع كل الدول الباقية مجرد علاقات مبنية على تلبية المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وكل العالم.
وها هو وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يصل الى إسرائيل، بحسب وكالة «فرانس برس»، في مستهل زيارة تأتي عقب الغارات على قطر التي استهدفت قادة حركة حماس في الدوحة. وكان روبيو الذي من المقرر أن يكون قد التقى رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، قد جدّد قبيل توجهه الى فلسطين المحتلة، «دعم بلاده لإسرائيل» على رغم الضربات التي لقيت «انتقاداً خجولاً» من الرئيس الأميركي دونالد ترامب من باب رفع العتب ليس إلّا، بخاصة انه تبلّغ مسبقا نيّة الكيان الإسرائيلي في ضرب قطر، واخترع رواية التأخّر في إبلاغ القيادة القطرية لتبرير حصول الضربة، علما ان الولايات المتحدة تستخدم في قطر أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط (قاعدة العديد) وترتبط مع قطر بإتفاقية تعاون دفاعي موقّعة بين البلدين في تسعينيات القرن الماضي، وجرى تعديل بعض موادها في شهر آذار من العام الماضي، ولم يوضح بيان قطري صدر وقتها طبيعة التعديلات، لكنه قال إن «الحكومتين عززتا تعاونهما وشراكتهما الأمنية الوثيقة بشكل أكبر بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي الحالية»... فأين هو الدفاع عن دولة حليفة؟
وحسب مصادر رسمية، ستكون القمة العربية اليوم، فرصة للرئيس عون لإدانة العدوان على قطر ودعم أي قرار أو إجراء موحّد للعرب، ولشرح أوضاع لبنان الأمنية في ظل مواصلة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والدول العربية، والدعوة لإتخاذ موقف عربي منها، وإذا سمح وقت الكلمة، سيركّز على الخطوات التي قام بها لبنان لبسط سيطرة الدولة على كامل أراضيه والعرقلة الإسرائيلية المتعمدة لإستكمال اجراءات الجيش اللبناني في جنوب وشمال نهر الليطاني وباقي المناطق. كما سيعرض حسب المفترض احتياجات لبنان للدعم العربي على كل المستويات لا سيما العسكرية ليتمكن من النهوض.
فهل يستفيد لبنان من فرصة القمة بعد العدوان على قطر ليحصل على دعم إضافي، وما هي الرسائل التي سيرسلها العرب من القمة الى إسرائيل أولا والى الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة ودول العالم. وأي إجراء عملي يمكن أن يتخذه العرب لردّ اعتبارهم؟ وهل يتم على الأقل طرد سفراء إسرائيل أو ممثليها في الدول التي اعتمدت التطبيع؟ لكن التجارب الطويلة أثبتت ان البيانات لم تردع العدوان الإسرائيلي ولم تحقق مصلحة العرب، منذ إسقاط كيان الاحتلال لمبادرة السلام العربية التي صدرت من قمة بيروت عام 2002، ولكل الاتفاقات مع السلطة الفلسطينية منذ «اتفاقات اوسلو» وما تلاها، واكتفت بعلاقات تطبيع مع بعض الدول العربية على أمل استكمالها مع دول أخرى.
فهل استفاد العرب من التطبيع؟ وهل يمكن الرهان بعد على سلام مع كيان أظهر توحشه اللامحدود أمام كل العالم في فلسطين ولبنان وسوريا وغيرها من دول عربية، وأظهر مطامعه في السيطرة على أراضي كل العرب وإخضاعها من المحيط الى الخليج؟
على أمل تلبية دعوة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمس، لتشكيل «حلف إسلامي عسكري» لمواجهة خطر إسرائيل. وذلك بالتزامن مع التوقعات بإعلان تفعيل «الناتو العربي» الذي اقترحته مصر قبل حوالي 10 أعوام، والذي من المتوقع أن يتم إعلان تفعيله خلال القمة الطارئة العربية الإسلامية في الدوحة. لكن الأمل ضعيف!
غاصب المختار- اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|