بعد "هجوم الدوحة".. مخاوف في تركيا من استهداف قادة حماس على أراضيها
غارات إسرائيلية على حمص واللاذقية: ما الذي تريده تل أبيب من دمشق؟
في بيان له، يوم 11 كانون أول المنصرم، أي بعد ثلاثة أيام على سقوط نظام بشار الأسد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إن «سلاح الجو الإسرائيلي نفذ نحو 400 غارة على مواقع للجيش السوري السابق، وقد استطاع من خلالها تدمير 80 % من القدرات التي كان يمتلكها هذا الأخير»، وإذا ما كان ذلك إحد الأهداف التي أعلنت عنها تل أبيب في أعقاب هذا التاريخ الوارد أعلاه عبر إعلانها عن إن «اتفاق فك الإشتباك الموقع مع دمشق العام 1974 قد انتهى بسقوط النظام الذي وقعه»، لكن ذلك لم يحل بين تل أبيب وبين شن عشرات الضربات التي كانت تستهدف من خلالها مواقع عسكرية على امتداد الجغرافيا السورية، ولعل السؤال المشروع الذي يبرز هنا هو: ما الذي تريده تل أبيب من دمشق؟ ثم لماذا يجري ذلك بالرغم من اللقاءات المتكررة ما بين وزير الخارجية أسعد الشيباني وبين وزير الشؤون الإستراتيجية «الإسرائيلي» رون دريمر؟.
شن سلاح الجو الإسرائيلي فجر الثلاثاء، 9 أيلول الجاري، أربع غارات استهدفت اثنتان منها «ثكنة سقوبين»، 5 كم شمال شرق مركز مدينة اللاذقية، والثالثة استهدفت «كلية الدفاع الجوي»، الواقعة بمنطقة الأوراس شرقي مدينة حمص، أما الرابعة فاستهدفت موقعا عسكريا بالقرب من مدينة تدمر، نحو 140 كم إلى الشرق من حمص، وقد ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية في تقرير لها إن «المقاتلات الإسرائيلية استهدفت فجر امس مواقع عسكرية في حمص واللاذقية»، أما وكالة «سانا» الرسمية فقد أصدرت بيانا مقتضبا أفادت فيه بوقوع «قصف اسرائيلي استهدف محيط مدينة حمص واللاذقية وتدمر»، من دون ذكر أية تفاصيل أخرى، في الوقت الذي سارعت فيه وزارة الخارجية السورية إلى إدانة الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة، التي وصفها البيان الصادر عنها بهذا الخصوص بإنها «خرق صارخ لسيادة البلاد، وتهديد مباشر لأمنها، واستقرارها الإقليمي»، كما طالب البيان مجلس الأمن الدولي بـ«تحمل مسؤولياته، واتخاذ موقف واضح يضع حدا للهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية».
في التفاصيل، يمكن القول إن «ثكنة سقوبين» هي أحد مقرين اثنين لتواجد «المقاتلين الأجانب» في المدينة، والآخر هو «مينا البيضا»، 3 كم شمال غرب مركز المدينة»، ولذا فإن من المؤكد أن غرض استهدافها يقع عند استهداف هؤلاء، وقد أفاد مراسل «سوريا اليوم» بإن الإستهداف «أسفر عن وقوع 4 ضحايا في حصيلة أولية»، كما أفادت مصادر محلية في اتصال مع «الديار»، بإن «سيارات الإسعاف استمرت بنقل الجرحى لمدة لا تقل عن أربع ساعات بعيد انتهاء الغارة»، كما أفادت تلك المصادر بـ«وقوع أضرار في المنازل التي تقع بالقرب من الثكنة ولمسافة تبعد نحو 50 م عن مركز الإستهداف»، وفيما يخص استهداف «كلية الدفاع الجوي» بحمص، فقد ذكر مصدر أمني اسرائيلي لـ«قناة العربية» بإن «الموقع المستهدف هو مستودع صواريخ ومعدات دفاع جوي تركية الصنع، وقد جرى نقلها مؤخرا إلى حمص»، وقد أكدت مصادر محليةللـ«الديار» بإن «أرتالا تحوي معدات عسكرية كانت قد دخلت إلى الكلية( كلية الدفاع الجوي) قبل أيام، وكان آخرها الرتل الذي دخل مساء يوم الإثنين»، وأضافت المصادر إنه « كان من السهل رؤية بعض الكتابات التركية على المعدات المحمولة على قاطرات تحمل لوحات سير سورية»، وتفيد تلك المصادر بعدم «وقوع ضحايا في الموقع المستهدف على الأرجح»، ولربما يشير ذلك إلى احتمال إخلاء القاعدة قبيل الضربة بوقت ليس بالقصير، إلا إن «النار اندلعت في الموقع لمدة طويلة قبيل أن تسارع فرق الإطفاء إلى إخمادها» وفقا للمصادر سابقة الذكر عينها، وفي تدمر، أفاد مصدر اسرائيلي بإن «المعسكر الذي استهدف فجر امس في تدمر كانت تركيا قد وضعت الأساسات فيه لبناء قاعدة عسكرية لها»، وإن «الموقع تم تدميره بالكامل»، وفقا لما نقله موقع «دار نيوز»عن ذلك المصدر.
يمكن القول بإن تل أبيب أرادت عبر «ليلة الإثنين - الثلاثاء» توجيه رسائل بـ«النار» لكل من دمشق وأنقرة، وللأولى أرادت الإشارة إلى إن ملف «المقاتلين الأجانب» الذي طوته ذاكرة الإميركان والغرب على وقع مصالحهما لا يزال متقدا في الذاكرة الإسرائيلية التي تراه خطرا يتهددها انطلاقا من تهديده للإستقرار السوري، وللثانية، أنقرة، أرادت القول إن «الطموحات» التركية في سوريا هي تحت «العين» الإسرائيلية، ولربما كان تعليق المحلل العسكري الإسرائيلي باباك تاغيفي على تلك الغارات صارخا في هذا الإتجاه حين قال «أحرقت اسرائيل طموحات أردوغان في سوريا الليلة»، وحين أضاف «سيتم تدمير كل سلاح جديد يتم تسليمه للنظام( الجهادي الجديد) بشكل منهجي»، ولربما يتضح الأمر أكثر عبر التصريح الذي نقلت فيه «قناة العربية» عن مصدر أمني اسرائيلي، وجاء فيه «تركيا تحاول التحرش بنا، وجرنا إلى مواجهة عسكرية»، ولم تكن مصادفة أن تتزامن الغارات مع الزيارة التي يقوم بها العميد عاصم هواري، قائد القوى الجوية السورية، إلى أنقرة، والتي التقى من خلالها برئيس الأركان التركي الجنرال سلجوق بيرقدار، فرسائل «النار» غالبا ما تكون أشد وضوحا من التصريحات على الرغم من إن سيل هذي الأخيرة لم ينقطع سواء أكان صوب دمشق، التي خاطبها المسؤول الأمني الإسرائيلي في حديثه للـ«العربية»، سابق الذكر، بقوله «ما لا تفهمه إدارة الشرع بالمفاوضات ستفهمه بالقوة»، أو كان صوب أنقرة التي خاطبها هذا الأخير بقوله «سوريا تحاول التملص والمراوغة من الترتيبات بضغط خارجي»، ومن المؤكد أن المقصود بهذا الأخير هو أنقرة التي تعالت ضغوطها على دمشق بدرجة لم تعد حساباتها تأخذ بعين الإعتبار مصالح بلد بات رهين تجاذبات لم يسبق لبلد، من هذا الحجم والقدرات، أن تعرض لها.
عبد المنعم علي عيسى- الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|