الصحافة

إنهم يبيعون لبنان لبنيامين نتنياهو

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مثلما باع السوريون، بتصدعهم السياسي، وتصدعهم الطائفي، بلادهم الى رجب طيب اردوغان، هل يبيع اللبنانيون أيضاً، بتصدعهم السياسي، والطائفي بلادههم الى بنيامين نتنياهو الذي، بذلك النوع من الجنون، يتصرف وكأن لبنان وسوريا في قبضته. هما حقاً في قبضته...

لنعود الى ذلك المصطلح الذي تفرد عالم السياسة الفرنسي موريس دوفرجيه باطلاقه "الأحزاب العمياء". وهي الأحزاب الديماغوجية الشائعة في بلادنا، والتي لا تتفاعل لا مع الأفكار الأخرى، ولا مع التحولات على الأرض. فرنسوا ميتران قال، عندما كان رئيساً للحزب الاشتراكي، "مهمتنا ألاّ نتوقف البتة عن صناعة الحياة".

لا نتصور أن ذلك المصطلح ينطبق على أي من الأحزاب، أكثر مما ينطبق على الأحزاب الطائفية، بالبنية التفكيكية، أي التوجه الايديولوجي نحو اقامة الدويلات، أو الكانتونات، ودون أن يتوقف دورها عند تحطيم ثقافة الديموقراطية، كما ثقافة العدالة، في الدولة، وانما الهيمنة الأخطبوطية على الدولة، لنكون أمام النماذج الأكثر سوءاً، وحيث الدمج الميكانيكي بين مفهوم الدولة ومفهوم الدين، خصوصاً، في حقبة تحولت فيه الديانات الى ايديولوجيات تكرس حالة الانغلاق، والكراهية، أي الخروج من الحرب الأهلية للدخول في حرب أخرى.

تلك الأحزاب (أحزابنا) التي تراهن على الخارج من أجل القضاء على حزب آخر، يمثل حالة استثنائية في دحره للاحتلال عام 2000، ولو بالقوة العسكرية، حين تكون على حدودنا دولة مسكونة بايديولوجيا توراتية تقوم على اجتثاث الآخر، ودون الالتزام بأي من المواثيق الدولية، ولا بالمواثيق الالهية، وحين نكون في دولة الأزمات الأبدية، والتسويات الأبدية. الكل يعلن التمسك بوثيقة الطائف، وبدستور الطائف، الذي هو عبارة عن نص انتقالي يفترض، وفقاً للمادة 95 منه، انهاء الطائفية السياسية في البلاد، واقامة دولة المواطنة.

لدى اعلان الرئيس شارل ديغول قيام الجمهورية الخامسة، قال "هذه لحظة انقاذ فرنسا من الموت". من يتجرأ على انقاذ لبنان من الموت؟

أحزاب طائفية عمياء، وتدار بالخيوط الخارجية، وبالأموال الخارجية. أليست مواصفات المرتزقة؟

مراسل احدى الشاشات نقل عن مسؤولين في واشنطن اتجاهها الى تنفيذ الخطة "ب"، اذا لم تنجح السلطة اللبنانية بنزع سلاح "حزب الله"، أي اللجوء الى القوة العسكرية لتحقيق ذلك، ولكن كيف؟ بعمليات انزال في وسط الضاحية أم بالغارات الجوية الأميركية أو الاسرائيلية، وربما بتمويل عربي لأن هناك من يرى في "حزب الله" القوة الأساس المتبقية في المنطقة من التركة (الجيوسياسية) الايرانية.

ولكن هل أن الحزب الذي تمكّن، بدم أبنائه. من اجتثاث الأقدام الهمجية من الجنوب، وأيضاً من السفوح الشرقية، فعل ذلك من أجل طائفة بعينها، أو من أجل منطقة بعينها، أم من أجل لبنان؟ ثمة أحزاب، وقوى سياسية، في لبنان لا تجد أي عائق في التعويل على العامل الاسرائيلي في ازالة "حزب الله" من الوجود بالرغم من اعلان نتنياهو سعيه الى اقامة "اسرائيل الكبرى"، وهو المشروع التوراتي الذي يلحظ ازالة لبنان، واللبنانيين،

هل يمكن للعمى السياسي، أو للعمى الطائفي، أن يصل الى ذلك الحد من الزبائنية، أن يبيع أساقفة الطوائف أرواحهم الى الشيطان كما فعل "فاوست" في رائعة غوته الشهيرة؟

الآن، الدولة في عنق الزجاجة. واقعاً كل اللبنانيين في عنق الزجاجة حين يكونون أمام الجنون الاسرائيلي، وأمام الجنون الأميركي. هل صادف وقام "حزب الله" بضرب واشنطن أو نيويورك أو شيكاغو، لتتعامل أعظم أمبراطورية في التاريخ معه، كقوة تهدد أمنها الاستراتيجي، وكذلك أمن العالم؟

الرئيس نبيه بري رأى في الحوار السبيل الوحيد لبلورة استراتيجية دفاعية، يندرج، في اطارها، تخلي "حزب الله" عن سلاحه، وهو ما يواجه بالرفض من قبل قوى فاعلة على الساحة السياسية، والحكومية، وترى في الحوارمحاولة لاضاعة الوقت فيما الأذن الأميركية والاسرائيلية على ثقب الباب، أي لا مجال البتة للتسويف، وان كان ثابتاً أن الحكومة الاسرائيلية لم تقدم على أي خطوة، أو تتفوه بأي كلمة، يمكن أن تستشف منها الرغبة في الانسحاب من التلال الخمس، أو في وقف الانتهاكات اليومية للأرض اللبنانية.

لا أميركا تستطيع تفكيك "حزب الله"، ولا اسرائيل التي عجزت على مدى عامين من احتواء حركة "حماس" في غزة، بالرغم من أنها قضت على كل قادتها، وبعدما شاهد العالم الأداء الأسطوري للمقاتلين الفلسطينيين، وهو ما أظهره المشهد في جنوب لبنان حين واجه ألفا مقاتل 60000 جندي اسرائيل، بالدعم الجوي الهائل، وبمئات الدبابات التي كانت تظهر بشكل حيوانات خرافية، وهي تحاول التقدم، ولكن دون جدوى.

حتى الفرنسيون نصحوا من نصحوا بألاّ يبيع اللبنانيون بلدهم لأي كان، خصوصاً لنتنياهو الذي قالت المؤرخة اليهودية الأميركية آفيفا تشومسكي انه "أكثر وحشية من أن يكون هولاكو القرن، حتى أن الشيطان بالكاد يستطيع اللحاق به"!..

نبيه البرجي -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا