محليات

مروحين خالية من السكان منكوبة بدمارها.. محروقة أرضها بالفوسفور

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مروحين وبلاط، إسمان لهوية واحدة. هي مروحين، التي يحضنها جبل بلاط المشرف على مساحات واسعة من الجنوب والشمال الفلسطيني المحتل، مقابل تلال مستوطنة زرعيت، القائمة على أرض بلدة طربيخا، إحدى القرى اللبنانية السبع.

التدمير اليومي
تتجاور مروحين، التي يسكنها أكثر من ثلاثة آلاف مواطن، من عرب عشيرة "القليطات"، مع شيحين والبستان ويارين والزلوطية، في قضاء صور، من الغرب، وراميا، في منطقة بنت جبيل من الشرق، والأراضي الفلسطينية، من ناحية الجنوب، ويعتمد غالبية أهلها في معيشتهم على الزراعة، والتي دخلت إليها بعد التحرير زراعة بعض الفواكه (النكترين) نظراً لطييعة مناخها وارتفاعها عن سطح البحر.

إبتداء من اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، لا يغيب إسم مروحين-بلاط، عن وسائل الإعلام، فالغارات الحربية للطيران الإسرائيلي والقصف المدفعي، يستهدفان منازل مروحين، التي لم يبق أحد من سكانها على أرضها، حيث نزحت عائلاتها، إلى منطقة صور تحديداً. توزعوا على منازل مستأجرة وأقارب ومراكز الإيواء، في مدارس ومعاهد صور والبرج الشمالي. وقد أحصي فيها حتى الآن، تدمير عشرات المنازل والمؤسسات الرسمية وأماكن العبادة والمعالم التراثية، فأصبح الدمار والركام الناجم عنه يلف كل أحياء البلدة، خصوصاً وسطها، المبني بحجارة قديمة.

الترحال ومقتلة 2006
ترك النازحون من أبناء مروحين، مثلهم مثل بقية جيرانهم، أرزاقهم وبيوتهم وجنى أعمارهم، ونقلوا ما تيسر من مواشيهم، التي يعتاشون من مردودها، إلى خارج نطاق العمليات العسكرية، في منطقة القطاع الغربي، ما يشبه الترحال، الذي اعتادوا عليه أيام اللاحرب، لكنه هذه المرة محمل بالأوجاع والقسوة.

دفعت بلدة مروحين في عدوان تموز 2006، عشرات الشهداء من أبنائها، غالبيتهم من الأولاد والأطفال. فسقط 23 شهيدة وشهيداً، من آل عبدالله وغنام وغيرهما، في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة البيك آب التي كانت تقلهم، وهي في طريقها من مروحين إلى صور، هرباً من جحيم القصف على البلدة، محولة أجسادهم إلى أشلاء. فكانت هذه المجزرة من أكبر المجازر الإسرائيلية المرتكبة في حرب تموز، إلى جانب مجازر صور وقانا وزبقين وغيرها. كما سقط في الحرب الدائرة الآن شهداء مقاومون على أرضها.

المدرسة والمسجد
دمر الطيران الحربي الإسرائيلي، منذ قرابة السبعة أشهر، خمسين منزلاً بشكل كامل في مروحين، و13 منزلاً تدميراً جزئياً، وتضرر غالبية المنازل المحيطة بالمنازل المدمرة، حسب ما أفاد رئيس بلدية مروحين محمد غنّام لـ"المدن".

وقال غنّام إن طائرات العدو الإسرائيلي لم توفر المدرسة الرسمية والمسجد القديم، اللذين دمرا أيضاً، ولم يبق منهما حجر واقف. وإن ركام الدمار غمر بركة المياه الزراعية القديمة، التي تتوسط البلدة. مؤكداً بأن عدد الوحدات السكنية المدمرة، يبلغ حوالى خمسة وعشرين بالمئة من منازل البلدة، التي يوجد فيها قرابة ثلاثماية منزل.

ويوضح غنّام، أن عدد سكان البلدة لا يصل إلى أربعة آلاف نسمة، والسواد الأعظم منهم، يعتمد في معيشته، على تربية المواشي والزراعة، لا سيما زراعة التبغ والزيتون والقمح والخضار على أنواعها. فخسر الأهالي مواسم جميعها، فيما أتلفت مساحات واسعة من حقول الزيتون، جراء القذائف الفوسفورية والحارقة.
وبالنسبة للأهالي النازحين من أبناء مروحين، يؤكد غنّام أن البلدية تتابع شؤونهم وشجونهم قدر الإمكانات المتوفرة، بالتعاون مع إدارة وحدة الكوارث في اتحاد بلديات منطقة صور. آملاً إنتهاء العدوان، وعودة الأهالي إلى بلدتهم، التي نزحوا عنها قسراً، جراء جحيم القصف والغارات.

الحرب الأطول
ويلفت عدد من الأهالي، الذين دمرت بيوتهم عن بكرة أبيها، أن غالبية منازل مروحين غير صالحة للسكن، وأنها لم تحظ بتغطية إعلامية تُظهر الدمار الذي حل بها، ربما بسبب وقوع أكثر منازلها بعيداً عن الشارع الرئيسي، الذي يربط محاور الضهيرة وعيتا الشعب. مشيرين إلى لقاء جمعهم مع آخرين من قرى الضهيرة، يارين، الزلوطية والبستان، مع أحد نواب حزب الله في منطقة صور، الذي جدد وعد أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، بإعادة البيوت إلى أحلى ما كانت عليه.

ويشير أحد أصحاب المنازل المدمرة (وفضل عدم ذكر إسمه) أن مروحين تعتبر بلدة منكوبة، بعدما حل فيها الدمار الكبير جداً بالنسبة لحجمها.
وقال لـ"المدن"، إن خسائرنا بالغة. فهناك منازل عائلات بأكملها قد دمرت وسويت مع الأرض، إضافة إلى تدمير ثلاث سيارات إسعاف وآليات زراعية، هي المصدر الوحيد لأصحابها، الذين يعملون في حراثة الأرض والزراعة.
وأضاف، لا يسعنا قول شيء، وكل ما نطلبه ونأمله من المعنيين، العودة إلى أرضنا وتعويض منازلنا التي كانت تأوينا وتؤمن لنا الاستقرار، والإنطلاق مجدداً للعمل، بعدما طال أمد الحرب الأطول في الجنوب. مؤكداً وقوف أهل البلدة إلى جانب قضية فلسطين منذ 76 عاماً.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا